(إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله).
وفي مسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، لا ينزع من شيء إلا شانه)
ومن رفقه ما ذكره أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال له: (يا بنيّ)
يقول أنس خادم النبي - صلى الله عليه وسلم- : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أحسن الناس خُلقاً فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: لا والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله .فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي.
قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أُنيس أذهبت حيث أمرتك؟ قال قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله).
ومن رفقه - صلى الله عليه وسلم- ما ذكره عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حيث قال: (ثم مسح على رأسي ثلاثاً)
ومن رفقه تحببه إلى أصحابه حتى يظن كل منهم أنه الأثير عنده.
يقول عمرو بن العاص: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أني خير القوم.
فقلت: يا رسول الله: أنا خير أو أبو بكر؟ قال: (أبو بكر). فقلت: يا رسول الله: أنا خير أو عمر...)
ويقول جرير بن عبد الله البجلي: (ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي)
يقول جابر بن عبد الله: (ما سئل رسول الله شيئاً قط فقال: لا)
قال أنس: (والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته: لم فعلت كذا وكذا، أو لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا) وفي رواية لأحمد: (ما قال لي فيها: أف)
وفي رواية أيضاً له: (والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي: أف)
وفي قصة معاوية بن الحكم وقد عطس أمامه رجل في صلاته فشمته معاوية وهو يصلي يقول: فحدقني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أمياه مالكم تنظرون إليّ.؟ قال: فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يسكتونني لكني سكت.
فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دعاني، بأبي هو وأمي، ما ضربني ولا كهرني ولا سبني، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه
وقام أعرابي فبال في المسجد (فتناوله الناس، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم- : دعوه وهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)